إنشاء سكة حديد تصل ساحل البحر المتوسط بالقدس كانت فكرة جاء بها البريطانيين في منتصف القرن التاسع عشر. وفي عام 1888، قامت الحكومة العثمانية بإصدار تصريح لبناء سكة الحديد ومنحت الحقوق لشركة فرنسية. وكان من المفترض أن تشكل سكة حديد يافا-القدس جزءا من شبكة واسعة تمتد من قنطرة في مصر نحو منطقة الساحل في حيفا، ومن حيفا إلى خط الحجاز الشرقي الذي يصل مدينة إستانبول بمكة المكرمة. انتهى بناء السكة عام 1892 لتشمل 5 نقاط أساسية وهي اللد، سجد، دير ابان وبتير، وكانت تهدف إلى تسهيل تنقل الحجاج من منطقة إلى أخرى، والأهم من ذلك، تصدير البرتقال من فلسطين إلى الخارج. في بادئ الأمر، كان القطار يسافر مرة يوميا في كل اتجاه، وتعددت رحلاته خلال فترة عيد الفصح. وبحلول عام 1900، شهدت السكة قطارين يسافران في كل اتجاه. حققت قرية بتير ازدهارا عظيما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي نتيجة لإنشاء سكة الحديد، إلا أن فرحتها انتزعت بسبب اندلاع حرب عام 1948 والحكم الأردني في الضفة الغربية. وأهل القرية الذين طردوا مؤقتا من ديارهم عادوا بمساعدة حسن مصطفى الذي أصبح البطل المحلي الذي كرس حياته لضمان حق شعبه في الأرض. إلا أن أيام المجد لقرية بتير انتهت عندما تم عزل القرية عن القدس لاحقا للهدنة التي تمت بين الأردن وإسرائيل، وتم إغلاق سكة الحديد لتصبح مجرد ذكرى لازدهار بتير الضائع.