بين القرنين الثالث والرابع ميلادي، شهدت المنطقة اضطهادا للمسيحيين على يد الامبراطور الروماني ديوكلتيانوس، ومار جريس كان من أحد الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الاضطهاد. عرف مار جريس بقواه الخارقة القادرة على شفاء المرضى جسديا ونفسانيا، واستدعاء المطر إلى المناطق التي تشهد هطول نادر. يدعوه المسيحيون مار جريس، وهو معروف عند المسلمين بالخضر أو الشافي الأخضر الذي يعزز الخصوبة. في القرن السادس عشر تم بناء دير للروم الأرثوذكس على اسم مار جريس، ويقع هذا الدير في قرية الخضر التي تقع جنوب مدينة بيت لحم. وفي عام 1912، تم تأسيس كنيسة فوق آثار كنيسة أخرى يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. ولد مار جريس في كابادوكيا (تركيا)، وكان يعمل كجندي روماني، وتوفي شهيدا عام 303 ميلادي. يذكر مار جريس في جملة من القصص، بحيث يلعب في معظمها دور الجندي الشجاع على ظهر فرس ينقذ فتاة من ضائقتها أو دور البطل الذي يطعن تنين. يحكى أن مار جريس سجن في موقع الدير الحالي، وأن السلاسل التي كانت ملفوفة حول جسمه منحته القوى التي يتحلى بها. وبناء على هذه القصة، يحتوي الدير على قفل حديدي يضعه الناس على رقابهم لإبعاد الأمراض النفسية. يصادف السادس من أيار عيد مار جريس، وفي ليلة العيد، يقصد المسيحيون والمسلمون الدير للتنزه والجلوس تحت الأشجار التي تحيط بالكنيسة، وفي اليوم التالي يذهب السكان المسيحيون من بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور إلى الكنيسة للاحتفال وممارسة طقوسهم السنوية.